Pages

Saturday, August 16, 2014

29/03/2014


تتسابق خطواتي نحو المنزل، مسرعت لأحصل على بعض الدفء في يوما ممطر و أربع ساعة متواصلة في حافلة يقطر علي سقففها ليزيد من بلل ملابسي.. أمشي.. لا ألتفت لا يمينا و لا يسارا.. منزعجة من برد قارص يحيط بي.. لا شيء يثير تفكيري سوى عدد الخطوات المتبقية لأصل الى البيت.. استوقفتني امرأة مع صبي صغير سألتني سؤال لم أكن أتوقعه: هل من يدرس جيدا هو الذي ينجح؟
تزامن هذا السؤال مع بداية تدريبي لأصبح مربية.. أحسست كأن هذا السؤال كأن موجها لي لأنا بذات. سألتني أن أنصح طفلها أن يدرس جيدا و تمنيت لبرهة لو كان لي أخ صغير لكي أطبق عليه نظرياتي في التربية و التدريس. فقد قالت لي أنه لا يحسن اللغة الفرنسية و يحسن العربية و أكن كل ما يريد هو مشاهدة أقراصه المدمجة و لعب. ربما لو أحسن تقسيم وقته بمساعدة أمه و أنجز واجباته المنزلية بمرح و تمت مكافئته على نجاحاته و سمح له بالتغيب عن المدرسة بدون سبب... كانت ستكون مردوديته التعليمية أحسن. فربما سيصبح كاتبا بالغة العربية. ربما سيصبح مبرمجا مع انه أخبرني أنه يريد أن يصبح معلم، لكنه الان لا يري من وظائف سوى المحيطة به

أرى أن الطفولة من أهم مراحل الحياة، الطفل يعتبر الحياة أنها لعب و مرح فلماذا ننزع تلك النظرة في وقت مبكر. لماذا لا نجعل التعليم مرح، لماذا يعتبر العب مضيعة للوقت و أن الفن و أن اهتمامات الطفل تشغله بدون فائدة.
الله لم يخلق لكل الناس نفس الاهتمامات، فالإختلاف أحد أهم عناصر الإنسجام في المجتمع. فقط تخيل كيف سيكون العالم بلون واحد؛ الورود و سماء و الارض و الملابس و كتب و القهوى و الحيوانات كلها بالون الأزق. أي جمال و تميز سنراه في البحر؟ 
ربما كان هذا الموقف رسالة لي. قد أصبح حقا مربية.

1 comment:

  1. و ستكونين مربية رائعة بالفعل
    لو كان الكل يفكر بهذه الطلايقة لتقدمنا اكثر و اكثر

    ReplyDelete